بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
لا تعتذروا
بل موتوا بغيظكم
هل انتهت قضية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ؟؟؟
هل انتهى الموضوع .. وانفض المولد .. وحفظت القضية ؟؟؟
أيها المسلمون .......
أمتي .. أمة الإسلام ...
أحبتي في الله ..
أحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...
كلا وألف كلا ..
<<< القضية لم تنته >>>
أيها المسلمون .............
إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لم يأخذ حقه ...
ولم يؤخذ بثأره حتى الآن ...
<<< لم تنته القضية >>>
فلا تناموا .. ولا تسكتوا .. ولا تهدأوا ...
بل لابد أن يستمر الحديث عنه وعن نصرته وعن مقاطعة أعدائه وعداء من سبوه وشتموه وانتقصوا منه..
لابد أن تستمر المشاريع الفعالة للعمل بسنته ونصرة شريعته .. ورفع رايته .. وإعلاء لواء دينه ..
لا للمظاهرات الصاخبة ..
ولا للتفجيرات أيًّا كانت .. وأينما كانت ..
ولا لأذى الناس ..
ولا لفتح باب الشر على الناس أيا كانوا ..
وإنما ندعو إليه وبحق ..
نعم : لتعليم السنة وإقامة صرحها ونشرها ونصرها ..
ونعم : لنشر الإسلام ودرء الشبهات ، وتبصير الناس بعظمة هذا الدين ..
نعم : لتعريف العالم كله بعظمة الإسلام وعظمة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
وتعريف العالم كله بقدر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند الله وعند المسلمين ..
وتعريف العالم كله أن أرواح المسلمين كلهم فداء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولا يمس قدره ولا مقامه .
<<< لم ولن تنتهي القضية >>>
بل لابد أن تبقى حية في نفوس ومدارك المسلمين ..
ولذلك تعالوا أذكركم أصل القضية كي لا تنسوها أو يتناساها البعض عمدا :
نشرت الرسوم المسيئة الفاجرة للمرة الأولى في شهر سبتمبر من عام 2005 م ، وقدم مسلمو الدانمارك احتجاجا للحكومة ؛ رُفض اجتجاجهم .
وعندما تقدموا لرفع قضية لمساءلة المسيئين ؛ رفض المدعي العام رفع القضية .
وعندما طلب أحد عشر سفيرا عربيا مقابلة رئيس الوزراء لتقديم الشكوى ؛ رفض مقابلتهم ..
وعندما طالب العديد من المسئولين الكبار من رؤساء وأمراء وسفراء وساسة بتقديم الاعتذار تجنبا للحرج أمام الشعوب الغاضبة ؛ لم يستجب لأي منهم ، بل أعيد نشر الرسوم في أكثر من بلد أوروبي على وجه التعدي والتحدي والاستفزاز .
حتى أن الجريدة الدنماركية سيئة الذكر اختارت يوم عيد الأضحى لتعيد فيه نشر الرسوم ، بينما اختارت جريدة فرنسية أخرى أول أيام العام الهجري لتكرر نشرها !!!
ومن يومها والمعاندون يتمادون ، لا في الدنمارك فحسب ، بل في كل دول الاتحاد الأوربي الخمس والعشرين، وعلى لسان مسئولي هذا الاتحاد الذين أيدوا الموقف الدنماركي ورفضوا الموقف الإسلامي ، بل حذروا من استمرار المقاطعة للدنمارك ؛ لأنه في نظرهم تعد مقاطعة للاتحاد الأوربي كله ، بل تحايلوا على هذه المقاطعة بوضع اسم الاتحاد الأوربي على البضائع الدنماركية !!!
كان آخر المواقف المعاندة للمواقف الرسمية الإسلامية ما حدث مع وفد البرلمان الباكستاني الذي زار مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل في الفترة من 5 إلى 8 مارس 2006 م ، بتكليف من رئيس الوزراء (شوكت عزيز) ، للعمل على حل الأزمة مع أوروبا ، إلا أن الوفد عاد خالي الوفاض ، دون اعتذار أو حتى وعد بالاعتذار .
أما على المستوى الشعبي ؛ فقد تحمس بعض الناس للذهاب إلى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك لعمل مؤتمر (الحوار الديني والحضاري) زعموا !!! يعرضون فيه - باجتهاد منهم - على عدد من المثقفين ورجال الدين في الدنمارك وجهة نظر العالم الإسلامي في غضبته من أجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، راجين متلطفين ملتمسين منهم أن يحترموا دين المسلمين ، ويحثوا حكومتهم على ذلك ، ولكنهم رفضوا مطالب هذا الوفد الذين أُسقط في أيديهم ؛ لأن الكثيرين من المسلمين نصحوهم وحذروهم من النتائج المحرجة لهذا المؤتمر ، وقد حدث ما توقعه المحذرون ؛ حيث رفض (المُضيفون) المطالبَ المقدمة باسم المسلمين ، وانتهى المؤتمر دون إصدار نتائج أو بيان ختامي !! وهو ما اعتبر فشلا ذريعا لفكرة الحوار مع (الآخر) ؛ لأن هذا الآخر هو آخر من يهتم بالحوار – في مثل هذه الأمور – إلا بمنطق الحديد والنار !!!
لقد بكى بعض المنظمين للمؤتمر من المسلمين أمام الدنماركيين من هول المفاجأة من هذا السلوك المعاند الذي كان لا يتوقعه على أرض أوروبا (المستنيرة) وقال : (جئنا مع إخواننا بيد ممدودة .. ولكننا لم نجد يدا تمد إلينا !!!)
بقلم الشيخ العلامه /محمد حسين يعقوب حفظه الله