فاجأ المطرب المصري محمد منير الإعلامي محمود سعد مقدم برنامج "البيت بيتك" بالتليفزيون المصري خلال حلقة الأربعاء ( 18 يونيو/ حزيران الحالي) بالقول إنه يعتقد أن سندريلا الشاشة العربية***سعاد حسني***الراحلة انتحرت، ولم تتعرض للقتل كما يشيع كثيرون، بينهم عدد من أفراد أسرتها، معتبرًا أن سعاد وغيرها من النجوم الكبار يعيشون في مراحل سنية متقدمة حالةً من الضغط العصبي الشديد الكفيل بإجبارهم على الانتحار.
وأضاف منير - في معرض حديثه عن كونه قام منذ زمن باللجوء إلى مدربين نفسيين لتجاوز الضغوط العصبية - إن سعاد حسني لم تلجأ للطب النفسي معتبرةً أنه أمر مرفوض في مجتمعاتنا الشرقية التي ما زالت تعتبر من يلجأون للأطباء النفسيين مجانين، وبالتالي لم تتمكن من السيطرة على نفسها، مما دفعها إلى مصيرها المثير.
وزاد أن معرفته الوثيقة بالنجم الراحل أحمد زكي تؤكد له أن زكي لو قُدر له أن يعيش عدة سنوات أخرى لكان مصيره الانتحار أيضًا؛ نظرًا لعدم قدرته على التكيف مع الضغوط النفسية التي يعيشها الفنانين الكبار.
وتابع منير أنه شخصيًا تفهم تلك الظروف جيدًا من خلال احتكاكه بنجوم أجانب في زياراته وجولاته الفنية حول العالم، معتبرًا أن الطبيب النفسي مثله مثل مدرب اللياقة؛ فالأول ينمِّي الحالة النفسية للمتدرب، والثاني ينمِّي العضلات، وكلاهما مطلوب.
إنهم يتجاهلون الزمن
النجم الأسمر قال في حواره إن استمرار نجاحه على مدار ثلاثين عامًا منذ قدم ألبومه الأول "مشوار" عام 1977 سببه حالة المصالحة بينه وبين الزمن، "فأنا لا أنكر تقدمي في العمر مثل غيري من النجوم الذين يُصرون على استخدام صورٍ التقطت لهم قبل عشرين عامًا حتى لا تظهر آثار التقدم في السن على وجوههم وأجسادهم"، معتبرًا أنه كأحد الفنانين الذين صنعهم حب الجمهور قبل أن تقدمهم وسائل الإعلام لا يزال مرتبطًا بجمهوره بشكل وثيق من خلال حفلات حية يحرص على إحيائها أكثر من مرة خلال العام، وبأسعار زهيدة في ساحة دار الأوبرا التي باتت عنوانًا رسميًا له.
وعاب منير على زملائه من المطربين الذين يبتعدون عن الجمهور الحقيقي الذي يحضر الحفلات، ويكتفون بجمهور الفضائيات من خلال تقديم العديد من الفيديو كليبات سنويًا، معتبرًا أنه شخصيًا يكره هذا النوع من التواصل مع الجمهور الذي وصفه بـ"الغناء المعلب" الذي ينتمي إلى نوعية أغنيات "السوبر ماركت" التي باتت واقعًا واضحًا في الكثير من الألبومات.!!!!
أزمة تامر حسني مجددًا
في حواره التليفزيوني، تحدث منير عن الأزمة التي أثارها ضد المطرب الشاب تامر حسني الذي شاركه الغناء في أحد حفلاته قبل عام عندما تحدث على المسرح عن تهربه من الخدمة العسكرية، موضحًا أن ما حدث مجرد "لعبكة" برغم أنه يرى تامر مطربًا صادقًا بدليل أنه "زوَّغ" من الجيش حتى يتفرغ للغناء معتبرًا أنه صورة لجيله ومجتمعه الذي يختلف كثيرًا عن الأجيال التي سبقته.
وحول كونه حريصًا على تقديم أغنيات تبدو شعبية في ألبوماته قال منير إن "طعم البيوت" و"تحت الياسمينة" و"يونس" من ألبومه الأخير أغنيات شعبية بالفعل، لكنها أغنيات شهدت مجهودًا كبيرًا قبل تقديمها بعكس آخرين يغنون "بحبك يا حمار" ويعتبرونه غناء شعبيًا.
وأشار إلى تقديمه لأغنية"يونس" التي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي التي كانت مجرد فكرة للملحن محمد رحيم أصرَّ منير ألا يكتبها إلا الأبنودي الذي طاف لسنوات ما بين النوبة والسودان وتونس لجمع السيرة الهلالية بشكلٍ يجعله أفضل من يكتب عنها في العالم.
وربط بين هذا الجهد وحالة الاستسهال القائمة حاليٍا في الغناء "حيث ترى الشاعر الواحد يكتب لثلاثين مطربًا بحالة وجدانية واحدة، وربما كانت الكلمات كلها متشابهة، ومع ذلك لا ينتبه المطرب، ولا الملحن لذلك".
تجاهل تراث النوبة
أخيرًا، تحدث منير عن تجاهل الدولة المصرية لتاريخ بلاد النوبة التي ينتمي إليها قائلاً إن النوبة أول مكان في مصر عاش مأساة التهجير قبل سيناء، ومدن القناة، لكن ذاكرة الوطن المحدودة تناست أهل النوبة، وركزت على الآخرين احتفاء بنصر أكتوبر، مما يجعله حريصًا على تقديم التراث النوبي في ألبوماته التي لا يخلو أيها من أغنية نوبية.
وأضاف أنه يوجه نصيحة دائمة للمطربين الجدد بالحرص على الاستماع إلى كل أنواع الغناء والموسيقى المصرية قبل أن يحددوا خطهم الفني الخاص، فالمستمع المصري تربى على خليطٍ من الغناء الصعيدي والفلاحي والساحلي والنوبي بدليل أن عبد الرحمن الأبنودي وعبد الرحيم منصور أجبرا الراحل عبد الحليم حافظ في عز مجده على الغناء باللهجة الصعيدية.