الجزء الاول
انها دقات الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حينما كانت تبحث جودى سميث على مكان للمبيت فيه فاليوم هو رأس السنة
والناس فى جميع الفنادق يتهارجون ويمازحون والكل سعداء الا هى تلك الاسكتلندية البريئة التى جاءت من موطنها لزيارة عمتها مارى
الانجليزية فى لندن ولكن الشوارع اصبحت غير التى تعرفها جودى واصبحت اصوات الناس مرتفعة والكل يضحك ملء فمه فعلى الاقل الكل يعرف
مكان يستريح فيه بعد معاناته مع الشرب والضحك الا جودى فقد كادت تصل لدرجة الاختناق من شدة البكاء فهى ابنه الثامنة عشرة التى لا تعلم
شيئا عن خبايا الدنيا وخبث من فيها ومع صوت هطول المطر من السماء كانت تهطل الدموع من عينها حزنا على فقدانها بيت عمتها فقررت اخيرا ان تستقر فى احد الفنادق حتى الصباح
لان الوقت اصبح متاخرا واعداد الناس فى تناقص فالكل سيخلد الى الراحة بعد ليل طويل من معاقرة الخمر والرقص ،وبعد بحث محموم فى جميع فنادق
العاصمة الانجليزية لم تجد مكانا لتنام فيه ولو حتى جاثية على ركبتيها والعزلة فى الشوارع زادت هما على همها كان ذلك فى الممر الذى يربط لندن بأحد الضواحى الجانبية حينما
رأت رجل كبير فى السن يضع يده خلف ظهره ولما رأها تبكى توقف سائلا :أنا ادعى آلان روجر ويعتبرنى الجميع فى هذه الضاحية ابا لهم
فهلا اجبتنى ياابنتى علام تبكى ؟ نظرت له الفتاة نظرة ممزوجة بالخوف من كونه غريب عنها والحيرة فى امره اجابته :اسمى جودى سميث
وانا اسكتلندية وجئت فى زيارة لعمتى ليدى مارى انطوان وهى كانت تسكن فى لندن ولكن لم اجد بيتها واظننى قد اخطأت التقدير . فأجابها: شيئا محتما الا تجديها
فعمتك قد تركت لندن من سنوات لتسكن هى وزوجها سير سيجموند انطوان فى مقاطعة مارك شير فى الجنوب .ومع كلمات ذلك العجوز اطمأنت الفتاة نسبيا
فعلى الاقل هى تعلم الان مكان عمتها فى هذه المتاهة الضخمة ،فقال لها العجوز :لو شئت سأخذك للمبيت عندى فى البيت مع زوجتى تمارا وفى الصباح ترحلين لعمتك
.اطمأنت له جودى برغم عدم معرفتها السابقة به فهيئته وشكله يوحيان بالثقة .وقاطع تفكيرها العميق قائلا لا تخافى ليس بيتى بعيدا عن هنا
انه اخر منزل فى الضاحية وسارا سويا وما كان يطرأ اى شئ على رأس جودى الا وكان يسبقها بالتحدث فيه فكان رجل ذو خبرة بحق
حتى اذا وصلا لبناية متهالكة منعزلة عن باقى الضاحية فأشار اليها فى ادب وقال تفضلى سيدتى هذا منزلى المتواضع وما ان دخلت من باب
تلك البناية الكئيبة حتى سرت قشعريرة فى جسدها فقد كان درجات سلم البيت خشبية لها انين مرعب وسقف البيت عال جدا غير ان جدرانه تشعر لو انها سوف تطبق على انفاسك
واذا اردات ان تعبر عن شعورها تجاه هذا البيت سيكون هو الموت بعينه وهناك لو حة زيتية عملاقة على يسار الدرج الخشبى لرجل ما لها شارب كث
ونظرة نارية ومع تراقص لهيب الشموع فى هذا المكان تشعر لو انها تتكلم تقول شيئا تقول :جوووودى لا تصعدى جووودى انه الموت بعينه
وقاطع تفكيرها قائلا : هذه صورة ابى سير مارتن روجر كان من احد اعيان لندن وكان رجلا بحق ..... قالت له :وهل مات .......
قال لها :مات من عشرون عاما فى هذه البناية ففى احد الليالى سمعنا صراخا محموما ثم ارتطام فذهبنا نبحث عنه فى الحجرة التى كان يقيم فيها فلم نجده
فقد كانت له حجرة خاصة فى بيتى فهو دائم الزيارة لى وللاسف وجدانه ملقى اسفل النافذة غارقا فى دمه فحملته الى هنا وكان يلفظ انفاسه الاخيرة
وكان يتمتم بكلمات لم افهم كنهها ولكنى كنت اعلم انه يريد ان يقول شيئا ،،،، ولكن ليس هذا الوقت المناسب اعتذر منك على تجرأى واقحامك فى مثل هذه التفاصيل
فابتسمت له بأدب ،ودخلت جودى المنزل لتتعرف على امرأة طيبة لطيفة المعشر لا تتكلم كثيرا على عكس زوجها العجوز الثرثار
وتناول العشاء ثلاثتهم وقال لها السير آلان:ياابنتى سوف تنامى فى هذه الحجرة فهى كانت الحجرة المخصصة لابى عندما كان يزورنا فى هذا البيت
فابتلعت الماء الذى تشربه على مضض وتخوف مما قاله ذلك العجوز ،،،،
ودخلت الزوجة تمارا لتنظف الغرفة لبيات جوودى
وياليتها ما فعلت
جوووودى لا تصعدى جووودى انه الموت بعينه
الأربعاء أبريل 09, 2008 2:46 am
